والسؤال الآن: لماذا يبتعد أو ينسحب الرجل؟
وذلك
لإشباع حاجته للحرية أو الاستقلال، فعندما يدخل الرجل في علاقة عاطفية
قوية، فإنه يبدأ يحمل مشاعر زوجته ورغباتها وأمنياتها وحاجاتها وعواطفها،
ويبدأ يترك أو يبتعد عن مشاعره الخاصة ورغباته وأمنياته وحاجاته، وهو مع
بعض الابتعاد يحاول استعادة استقلاليته.
إن
معرفة هذه الدورة للمحبة عند الرجل يساعد المرأة على تفهم نفسية زوجها
وعلاقته بها، ولا تفاجأ المرأة بابتعاد زوجها عنها رغم قناعتها بمحبته
وتقديره لها، وفهم الزوجة لهذه الطبيعة يزيل الكثير من المخاوف، ويمنع
الوقوع في الكثير من المشكلات في العلاقة الزوجية، وقد تشتكي الكثير من
الزوجات أنها عندما تشعر بالرغبة في الحديث والاقتراب من الزوج، تجده راغب
بالابتعاد عنها، ولا شك أن هذا يجرح المرأة ويؤلمها، لكن فهم هذه الطبيعة
يخفف من مشاعر الاستياء والحزن عند المرأة.
وعلى
الزوجة في هذا الوقت عدم ملاحقة الرجل عندما يرغب بالابتعاد، ولا تمنعه من
العودة عندما يرغب بالاقتراب أو تعاقبه وتلقنه درسًا قاسيًا بسبب ابتعاده
عنها.
وخلاصة القول
إن
حب الرجل كالقمر؛ يذهب ويأتي، وإن حب المرأة كموج البحر صعودًا وهبوطًا،
وإن المرأة تنزل إلى البئر، وإن الرجل عندما يواجهه المشاكل يدخل إلى
الكهف، وهذه أمور خلق الله عز وجل الذكر والأنثى عليها، ولا سبيل إلى
تغييرها بل لا بد من التعامل معها كما هي.
لا
تتوقع أخي القارئ وأختي القارئة أن (تسطع الشمس كل الوقت، فالحياة مملوءة
بالتوترات والكون يتغير ليل ونهار، وحر وبرد، وصيف وشتاء، وهكذا، وبالمثل
في أي علاقة الرجال والنساء لديهم أيضًا إيقاعاتهم الخاصة، فالرجال
يبتعدون ثم يقتربون كالأحزمة المطاطية، بينما النساء يصعدن ويهبطن في قدرتهن على حب أنفسهم والآخرين) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د.جون غراي، ص161].